في خطوة أثارت قلق العالم، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي. هذا القرار يعيد إلى الأذهان الحديث عن الحقيبة النووية الروسية التي تُعتبر واحدة من أخطر وأهم الأدوات الاستراتيجية في العالم. الحقيبة التي لا تفارق بوتين تحمل مفاتيح قرارات قد تغير مسار البشرية في لحظات.
ما هي الحقيبة النووية الروسية؟
الحقيبة النووية، المعروفة باسم "تشيغيت" (Cheget)، هي جهاز محمول مصمم للسماح للرئيس الروسي بإصدار أوامر باستخدام السلاح النووي في أي وقت وأي مكان. تُرافق الحقيبة بوتين في جميع تحركاته، ولا تفارقه أبدًا، سواء في الاجتماعات أو الزيارات الرسمية أو حتى أثناء رحلاته خارج البلاد.
الحقيبة ليست مجرد حاوية عادية، بل تحتوي على نظام اتصال آمن يمكن من خلاله التواصل مع القيادة العسكرية العليا الروسية. بداخلها يوجد جهاز رقمي وشاشة لإرسال شيفرات الإطلاق النووي إلى منظومات الصواريخ الباليستية الاستراتيجية.
من يحمل الحقيبة النووية؟
عادةً ما يتولى ضابط عسكري رفيع المستوى مسؤولية حمل الحقيبة النووية. هذا الضابط يُعد جزءًا من دائرة أمنية مغلقة للغاية تخضع لتدقيق صارم، وترافقه وحدة أمنية مخصصة لحماية الحقيبة. الحقيبة تُعتبر رمزًا للسيطرة المطلقة على الترسانة النووية الروسية، ولا يحق لأحد استخدامها إلا بقرار مباشر من الرئيس.
من يمتلك حق الضغط على الزر النووي؟
رئيس روسيا هو الوحيد الذي يمتلك الصلاحية الكاملة لاستخدام الحقيبة النووية. ومع ذلك، فإن العملية معقدة ولا تعتمد فقط على "زر" واحد كما قد يتصور البعض. إصدار أوامر الإطلاق النووي يتطلب خطوات متسلسلة، بما في ذلك إدخال رموز مشفرة بالتنسيق مع هيئة الأركان العامة ووزارة الدفاع.
شكل الحقيبة النووية ووصفها
الحقيبة النووية الروسية صغيرة الحجم نسبيًا، ومصنوعة من مواد مقاومة للانفجار والتلف. تصميمها الأسود الأنيق يضفي عليها طابعًا مهيبًا، وتحمل شعار الدولة الروسية. تحتوي على شاشة رقمية وأزرار تُستخدم لإدخال وإرسال أوامر محددة.
مقارنة بين الترسانة النووية الروسية والأمريكية
روسيا والولايات المتحدة تمتلكان أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، وتُعتبران القوتين النوويتين الأعظم.
روسيا:
تمتلك حوالي 5,889 رأسًا نوويًا.
لديها نظام صواريخ باليستية استراتيجية مثل "سارمات" و"توبول".
تمتلك غواصات نووية وقاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية.
الولايات المتحدة:
تمتلك حوالي 5,244 رأسًا نوويًا.
تعتمد على أنظمة مثل "مينيوتمان" والصواريخ العابرة للقارات.
تمتلك أيضًا غواصات نووية وقاذفات مثل B-2 وB-52.
لحظات حبس فيها العالم أنفاسه بسبب خطر الحرب النووية
1. أزمة الصواريخ الكوبية (1962):
كادت المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بسبب نشر صواريخ سوفيتية في كوبا أن تؤدي إلى حرب نووية عالمية. استمرت الأزمة 13 يومًا وشهدت توترًا غير مسبوق قبل أن يتم الاتفاق على سحب الصواريخ.
2. حادثة "الإنذار الكاذب" (1983):
خلال الحرب الباردة، رصدت أنظمة الإنذار السوفيتية صواريخ أمريكية وهمية عن طريق الخطأ، لكن ضابطًا سوفيتيًا قرر تجاهل الإشارة، ما منع كارثة محققة.
3. أزمة أوكرانيا الحالية (2022 - حتى الآن):
تصاعدت التوترات النووية بسبب النزاع الروسي الأوكراني، مع تكرار التحذيرات الروسية من اللجوء إلى الأسلحة النووية إذا تعرضت سيادة روسيا للخطر.
العالم يترقب بحذر
مرسوم بوتين الأخير يعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة، حيث يصبح الحديث عن الأسلحة النووية محور القلق الدولي. الحقيبة النووية الروسية ليست مجرد أداة تقنية، بل هي رمز للقوة المطلقة، التي يمكن أن تكون وسيلة ردع أو أداة تدمير شامل.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستشهد البشرية يومًا استخدام هذه الحقيبة؟ أم أن وجودها سيظل محصورًا في نطاق التهديد والردع؟